كيف أعرف دعوة الله لحياتي؟

"وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ، أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ، أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ" (رومية 12: 6- 8).

 

        إلى أين يقودني الله عندما يدعوني؟ وكيف يمكنني اتباع المسار الذي رسمه لي؟ وهل هناك علاقة بين اهتماماتي الشخصية والأشياء التي أريد فعلها في حياتي من جهة وبين دعوة الله وما يريده هو لي من جهة أخرى؟ ما معنى أن تكون مدعواً على أية حال؟ هل جميعُ المؤمنين مدعوون لخدمة الله في هذا العالم؟ كل هذه الأسئلة تدور في عقلي وربما تدور في عقل معظم الشباب في سني.

 
        من رأيي الشخصي إنّ دعوة الله لحياتنا هي دعوة فريدة من نوعها وهي تكشف لنا موهبتنا الحقيقية وما الذي نريد فعله في حياتنا المؤقتة على هذه الأرض.
 
        في بعض الأحيان يمكنني أن أتفهم ما هي دعوة الله لي وإذا كانت هذه الدعوة من الله أم لا. على سبيل المثال، إذا كنت أتصفح الإنترنت وقرأت في الأخبار عن مسابقة أجمل بنت في بلدي. هل هذه علامة لي بأنه يجب أن أذهب وأشترك في هذه المسابقة؟ وإذا رأيت إعلان عن التبرع لمستشفى سرطان الأطفال وشعرت بالأسف لأجلهم وفجأة خطر ببالي أنني سوف أكون طبيبة في المستقبل لأعالج هؤلاء الأطفال، هل هذه دعوة لي من الله ليكون هذا هو عملي على الأرض؟ وإن لم أصبح هكذا هل بهذه الطريقة أرفض دعوة الله لي؟
 
        يمكننا الإجابة على كل هذه الأسئلة إذا قبلنا التعريف الأساسي للدعوة وهو: "الدعوة هي مهمة شخصية بالنسبة لله، كل شخص له دعوة فريدة من نوعها لأن كل واحد فينا خاص بالنسبة لله، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع فعل المهمة المكلف بها". هذا يبدو بسيطاً للغاية ولكن كيف يمكنني أن أعرف عندما يدعوني الله؟ وكيف أتأكد من المهمة الحقيقية المكلف بها من الله؟  
 
        قبل أن تكتشف دعوة الله لك يجب أن يكون لك علاقة شخصية مع السيد المسيح. لقد منح الله الخلاص لكل شخص منا ويريدنا أن نبني علاقة قوية معه ولكن الله يعلن عن دعوته فقط للذين يقبلونه كمخلص. هذا يمكن أن يسبب إحباطاً لبعض الناس لأنهم يشكّون بعلاقتهم مع السيد المسيح! ولكن هنا يأتي وعد المسيح: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). فكلما عرفت الله وطرقه لحياتي أصبحت أكثر قدرة على التمييز بين دعوته الحقيقية لي ودعوة العالم. يمكننى أن أعلم إذا كانت هدف هذه الدعوة إرضاء الله والعمل للخير أم أشياء أخرى لا ترضي الله.
 
        لقد كانت دعوة السيد المسيح هي إنقاذ البشرية. إنه علم أنّ هذه الدعوة هي مهمته الحقيقية لأنه هو الوحيد الذي كان بإمكانه أن يفعل ذلك ولا أحد غيره يستطيع أن يقوم بنفس العمل الذي قام به.
 
        سترى في حياتك الشخصية أنّ دعوة الله لك تجلب معها تحديات وضغوط كثيرة، ولا تستطيع أن تلبي هذه المهمة بنفسك ولكن بمعونة الله سوف تصنع المستحيل. وإذا كان لديك علاقة قوية مع السيد المسيح، فإنّ روح الله سيسكن في قلبك ويرشدك للطريق الصحيح لتلبي دعوة الله لك.
 
        إذا أردنا سماع صوت الله وهو يدعونا فعلينا بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس والتأمل في كلام الله والتحدث مع شخص مؤمن يعرف الله. قد تأخذ وقتاً قبل أن تكتشف دعوة الله لحياتك  أو قبل أن يعلنها هو لك. عندما تستخدم مواهبك لخدمة الآخرين ستكتشف نوع العمل الذي يناسبك وينمّي شخصيتك في مختلف جوانبها، وتشعر بالفرح عندما تقوم به، وهكذا تعلم أنّ هذا هو ما يريده الله منك لأنه هو الذي يُشعرك بالارتياح عندما تقوم بذلك العمل.

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!