كيف تنمِّي ذاكرتك؟

تعلـُّم كيفية تنمية الذاكرة له أهمية إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح، وتكوين روابط وعلاقات مع الآخرين، وتطوير قدرتك على التحليل بصفة عامة. من الضروري أن تعلم أنه لا توجد حبَّة سحرية يمكنك أخذها لتتمكن من تقوية ذاكرتك. لكن إذا كُنتَ تـُريد أن تـُحسِّن مهاراتك على الانتباه والتـَّذكـُّر، يجب أن تعمل على تنمية ذلك.
 
 إليك عزيزي القارئ بعض الإرشادات والطرق الفعَّالة التي أثبتت وبجدارة أنها بمثابة "حبوب سحرية" لتنمية الذاكرة.
 
   1- لا تهمل ممارسة التمرينات الرياضية والنوم
 ستزداد قدرتك على التـَّذكـُّر والانتباه عندما تغذي عقلك بطعام صحّي وتتبع عادات سليمة. عندما تقوم بتدريب جسمك من خلال الرياضة، فأنت تـُدرِّب عقلك أيضاً! لقد اُثبـِتَ علمياً بأن التمرينات الرياضية تزيد من نسبة الأوكسجين الواصل إلى خلايا المخ وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة كالسكري وأمراض القلب. كما وتساعد التمرينات الرياضية على زيادة إفراز وتأثير بعض المركبات الكيمائية المفيدة الموجودة في المخ وتضمن أيضاً حماية خلاياه.
 
 وإذا كنت ترغب في تنمية وتحسين ذاكرتك، عليك أن تحصل على قسط وافر من النوم. فقلـَّة النوم، يقلل من كفاءة عمل المخ، وبالتالي ستفقد القدرة على الإبداع والتحليل والتخطيط وأيضاً حل المشاكل.
 
  2- كوِّن صداقات واستمتع بالحياة
§         إن العلاقات الاجتماعية تنشِّط عقولنا. فالتفاعل مع الآخرين والاختلاط بهم هو أفضل تمرين وتدريب ذهني للدماغ. أثبتت الدراسات بأن التمتع بعلاقات ذات هدف ومعنى لها أهمية بالغة ليس فقط على الصحة العاطفية والنفسية، وإنما كذلك على الصحة العقلية (الدماغية). حاول أن تستفيد من تكوين علاقات صحية وسليمة لتقوية ذاكرتك. قدِّم خدمات للآخرين، انضم إلى جمعية أو نادٍ، ولا تتباطأ في زيارة أصدقائك أو حتى الاتصال بهم عبر الهاتف. وإذا لم يكن لديك أصدقاء، لا تتجاهل أهمية اقتناء حيوان منزلي أليف!
 
§         قال أحدهم: الضحك هو أفضل علاج. وهذا صحيح بالفعل، إذ يعمل الضحك على تنشيط الدماغ بشكل خاص والجسم بشكل عام. كما أن الاستماع إلى النكت ومشاركة بعضها مع الآخرين تعمل على تنشيط مناطق الدماغ الضرورية للتعلم والابتكار.
§  إليك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعدك لتبنـِّي الضحك في حياتك:
§         اضحك على نفسك. لا تخجل من مشاركة المواقف المحرجة التي تعرَّضت لها. لا تأخذ الحياة على محمل الجد بصورة مبالغ فيها.
§  ابحث عن مصدر الضحك. يشعر الناس بسعادة أكبر عند مشاركتهم شيئاً مضحكاً مع الآخرين. فعندما تسمع ضحكاً بالقرب منك، اذهب إلى مصدره وشاركهم.
§         اقضِ وقتًا مع الأشخاص المرحين الذين يحبون المزاح. فهؤلاء الأشخاص لا يجدون صعوبة في الضحك على أنفسهم وعلى مُفارقات الحياة. فحاول أن تقضي المزيد من الوقت معهم إلى أن تصل إليك عدوى الضَّحك!
 
§         ضع صورة في مكتبك أو سيارتك. علـِّق صورة مضحكة في مكتبك، أو اخزن على جهاز الكومبيوتر الخاص بك صورة تدعوك للضحك، أو قم بعمل ملف يحتوي على مجموعة من الصور الجميلة والمضحكة لك ولعائلتك وأصدقائك تجلب إلى ذهنك أوقاتاً جميلة ومواقف مضحكة، وتأمل بها لتضحك.
 
§         حاول أن تـُقلـِّد سلوك الأطفال. فالأطفال هم خيرة مّن يعرف كيفية الاستمتاع بالحياة والضحك. فلماذا لا تصبح مثلهم؟
 
  3- لا تستسلم للضغوط والاكتئاب
 إن الضغوط هي مِن أكبر أعداء الدماغ. فبمرور الوقت وإذا لم يتم علاجها والتخلص منها، ستؤدي إلى الإضرار بالدماغ وتدمير الخلايا المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة واسترجاع ذكريات قديمة.
 
 الاكتئاب أيضاً يؤثر سلبًا على خلايا الدماغ. وبعض أعراض الاكتئاب تشمل صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات وتذكـُّر الأشياء. فإذا كُنتَ تعاني من خمول في قدراتك العقلية بسبب الاكتئاب، فالحصول على العلاج المناسب سيصنع فرقًا كبيرًا في تحسين هذه القدرات بما فيها قوَّة الذاكرة.
 
 أظهرت الدراسات العلمية الخاصة بالصحة العقلية أن التأمُّل له أهمية كبيرة في خفض الضغوط وضغط الدم المرتفع. كما يُساعد التأمل على تحسين القدرة على التركيز والإبداع والابتكار ومهارات التعلـُّم والتفكير والاستنتاج. وهناك إثباتات تؤكد على أنه يزيد من كثافة وسمك مناطق الدماغ المسؤولة عن قوة الملاحظة والانتباه.
 
  4- تناول الأطعمة التي تساعد على تنشيط الذاكرة وتقوية خلايا الدماغ
§         أطعمة غنيَّة بالأوميغا 3. أثبتت الدراسات أن لهذه الأطعمة فوائد صحية كثيرة للجسم بصورة عامة والدماغ خاصة. السَّمَك على سبيل المثال غني بالأوميغا 3 ويُقلل من نسب الإصابة بمرض الزهايمر. ولكن إذا لم تكن من هواة أكل السمك، يمكنك الحصول على الأوميغا 3 من مصادر بديلة كالجوز وبذور الكتان وزيت الكتان وبذور القرع وفول الصويا.
 
§         تقليل استهلاك الدهون المشبعة. أظهرت الأبحاث العلمية أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تزيد من خطر الإصابة بالاختلال العقلي وفقدان القدرة على التركيز وضعف الذاكرة. توجد هذه الدهون في: المنتجات الحيوانية، اللحوم الحمراء، ومنتجات الحليب كامل الدسم.
 
§         الإكثار من تناول الفواكه والخضروات. تُعتبر الفواكه والخضروات الملونة مضادَّات جيدة للأكسدة. أكثر من تناول الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ والبروكلي (أحد أنواع القرنبيط) والخس والسلق والجرجير، بالإضافة إلى الفواكه مثل المشمش والمانجو والشمّام والبطيخ.
 
§         تناول الكربوهيدارت المُركـَّبة. إن الكربوهيدرات تمد الجسم بالطاقة الأساسية أو الوقود. لذلك عليك تناول الكربوهيدارت ولكن عليك اختيار النوعية الجيدة، فالكربوهيدارت البسيطة مثل: السكر والخبر الأبيض والحبوب المكررة أو المقشورة تزوِّد الجسم بالطاقة بشكل سريع، ولكن ينتج بعده انهيار مفاجئ! للحصول على الطاقة لمدة أطول، اختر تناول الكربوهيدارت المعقدة (المركبة) مثل: الخبز الأسمر والأرز البني ودقيق الشوفان والحبوب الغنية بالألياف والعدس والحبوب الكاملة (غير المقشورة).
 
 
  5- مارس تمرينات ذهنية لتطوير وتنشيط الدماغ
 عندما تصل إلى مرحلة البلوغ، يكون عقلك قد كوَّن الملايين من الممرات العصبية التي تساعدك على معالجة المعلومات وحل المشكلات العادية والقيام بالمهام السهلة بأقل جهد عقلي. ولكن إذا اكتفيت بهذا ولم تواصل تدريب عقلك فأنت لا تعطيه حافزاً ليستمر في النمو والتطور! لذلك عليك ممارسة بعض التمارين الذهنية التي تساعد على تطوير وتنشيط الدماغ. هذه الأنشطة غير مُحدَّدة ويمكن أن تكون أي شيء، بشرط أن تكون:
 
1.    جديدة. بغض النظر عما إذا كان هذا النشاط يتطلب تفكيرًا كبيرًا أو قليلاً، فإذا كان هذا النشاط شيئًا تجيده فهو ليس تمرينًا جيدًا للدماغ. يجب أن يكون هذا النشاط شيئًا غير مألوفٍ لديك وتحتاج أن تتعلمه.
 
2.    صعبة. أي شيء يتطلب جهدًا عقليًا ويوسِّع فكرك ومعرفتك ويساعد على تنشيط الذاكرة يمكن الاستفادة منه. هناك الكثير من الأمثلة نذكر منها: تعلم لغة جديدة، تعلم العزف على آلة موسيقية، أو حل الكلمات المتقاطعة.
 
3.    ممتعة. نعم، يجب أن يكون النشاط صعبًا، ولكن لا يجب أن تكون صعوبته شديدة لدرجة أنك تخاف القيام به. على النشاط أن يكون ممتعاً ومثيراً لتكون الاستفادة أكبر.
 
4.    استخدم طرقاً معينة لتسهيل وتسريع عملية الحفظ
 
5.    هناك العديد من استراتيجيات تقوية الذاكرة، نذكر لك منها:
 
§         استراتيجية اللفظة الأوائلية (Acronym). تقوم على أساس ربط أوائل حروف الكلمات التي نريد تذكرها معًا لتكوين كلمة جديدة. افترض أن عليك تذكّر الأطعمة التسعة التالية: فاصوليا، فول، شمندر، لوبياء، فراولة، لحم، شعير، فجل، لوز. نلاحظ هنا أن الحروف الأولى عبارة عن ثلاثة هي: (ف، ش، ل). يمكن ترتيب هذه الحروف لتشكل كلمة "فشل"، وهكذا يمكننا تذكر باقي الكلمات منها.
 
§         استراتيجية كلمة المفتاح (Key Word). يمكن قراءة أي نص كان ثم اختيار كلمة مناسبة تعتبر بمثابة مفتاح ليدل على الفقرة أو النص بصورة كاملة.
 
§         استراتيجية التجزئة (Chunking). تقوم على أساس تقسيم قائمة رقمية طويلة أو بعض الأنواع الأخرى من المعلومات إلى أجزاء أصغر.
 
§         فيما يلي بعض الطرق والوسائل لتعزيز قدرتك على التعلم والتذكر:
§         انتبه وركـِّز. لا يمكنك أن تتذكر شيئاً ما لم تتعلمه أولاً، ولا يمكنك أن تتعلـَّم شيئًا ما لم تستمع إليه جيدًا. إنَّ المُدَّة المطلوبة لمعالجة معلومة واحدة وترسيخها في الذاكرة هي ثماني ثوانٍ من التركيز الشديد.
§         استخدم جميع حواسك بقدر المستطاع. حاول أن تربط المعلومة التي تريد تعلمها أو تذكرها بالألوان والمواد والروائح والنكهات. كما أن إعادة كتابة المعلومة عدة مرات يعمل على إبقائها في الذاكرة لفترة طويلة.
§         اربط المعلومات التي تريد تعلمها أو تذكرها بالمعلومات التي تعرفها سابقاً. قم بربط المعلومات الجديدة التي ترغب في تذكرها بمعلومات قديمة تعرفها مسبقًا، مثلاً، تذكـُّر عنوان شخص يعيش في شارع كان يعيش فيه شخص تعرفه.
§         إذا كانت المعلومات صعبة ومعقدة، ركزّ على فهم الأفكار الرئيسية عوضًا عن حفظ التفاصيل. درِّب نفسك على شرح الأفكار التي تعلمتها بكلماتك الخاصة.
§         كرِّر المعلومات التي تعلمتها. راجع المعلومات التي تعلمتها في نفس اليوم - خاصةً إذا أردت ترسيخ وتثبيت المعلومة في ذاكرتك لفترة طويلة.
 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!