سفراء للمسيح

"إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا." (2 كورنثوس 5: 20)

يخاطبنا الرسول بولس فيقول أننا نحن رسالة المسيح المكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي، لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية تستطيع أن تشعر وتحب وتقدّر معنى الرسالة وأهميّتها، فلتكن تلك الرسالة ظاهرة ومعروفة ومقروءة أمام جميع الناس. وهذه الرسالة يرسلها السيد المسيح إلى جميع الناس من خلالك أنت! أليس هذا شرف عظيم منحك إياه الله؟! إنّ الله يريد أن يصل إلى قلوب الناس الذين لا يعرفونه ولم يسمعوا عنه وأن يتحدّث معهم من خلالك أنت وهو في قلبك.
 
إنّنا مدعوّون لنكون سفراء نمثّل السيد المسيح على هذه الأرض وهذه الدعوة منه هو شخصياً لنعلن عن صفاته ورحمته للعالم أجمع فالله يعظ الناس من خلالنا. عندما أتى السيد المسيح إلى هذا العالم أعلن لنا صفات الله على حقيقتها فكان يعيش الحياة التي ترضي الله وكان يظهر في شخصيته الصورة الحقيقية التي تعكس كمال الله وصفاته. وبهذا المعنى، عندما أراد تلاميذ السيد المسيح أن يروا الآب قال لهم: "من رآني فقد رآى الآب". هكذا ينبغي نحن أيضاً أن نعلن صفات الله الحقيقية للعالم بما أننا مدعوون بحسب قصده، وكما فعل السيد المسيح يجب أن نفعل نحن أيضاً:"كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ"، "أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." (يوحنا 17: 18، 23). 
 
قد يوجد بعض الناس الذين لا يطّلعون على الكتاب المقدس فلا يقرؤونه لكي يسمعوا صوت الله يتحدث إليهم مباشرةً، ولا يستطيعون أن يقرؤوا عن أعماله العجيبة، ولكن إذا أنت أظهرته أمامهم بتصرّفاتك وكلماتك وأفعالك فسيتعرّفون عليه ويشعرون بمحبته ورحمته. فكما رأى الناس الآب في المسيح، كذلك أيضاً يستطيعون أن يروا المسيح فيك أنت فيأتوا إليه. 
 
لقد اختارك السيد المسيح وجعلك منارة لكي تنير الطريق المؤدي إلى السماء فكل من يرى ذلك النور يأتي ليسير فيه. إذا مثلنا السيد المسيح تمثيلاً صادقاً سنجعل خدمته تظهر على حقيقتها، فلا نكون مثل الآخرين الذين يسمحون للحزن والكآبة أن تسكن قلوبهم والذين تنطق ألسنتهم بالتذمّر والشكاوى. فبهذه الطريقة يمثلون حياة الإيمان تمثيلاً كاذباً إذ يحملون الناس على الظن بأن الله لا يُسرّ بسرور أولاده وسعادتهم، وهكذا فهم يشهدون على أبيهم السماوي شهادة زور.
 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!