المسيح لا يُخرجك خارجاً

"كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يوحنا 6: 37).

كان هناك شابّة اسمها مريم تجلس في قاعة الكنيسة وتستمع إلى قس يعظ عن أنّ السيد المسيح هو أفضل صديق للإنسان، وكان يقول: "إذا أقبلْتَ إلى المسيح فهو لن يخرجك خارجاً بالرغم من أخطائك وعثراتك. إنه يقبلك كما أنت، ألا تريد أن تأتي إليه اليوم؟".  

كان مِن الصعب على مريم أن تصدّق أن المسيح سيقبلها بعد كل الأشياء السيئة التي فعلتها في حياتها من قبل.

في مساء يوم ما وقبل الاجتماع، جاءت زوجة القس إلى مريم لتقدّم لها يد العون وقالت لها: "أمامك خياران: إمّا أن تعودي إلى تعاطي المخدرات وتدمّري حياتك أو أن تواصلي حياة سعيدة مع المسيح".  
 
 وبعد مضي بضعة أسابيع كانت زوجة القس تجلس بجوار الكنيسة وجاءتها رسالة من مريم كتبت فيها "إنني أتعاطى المخدرات مرّة أخرى وأحتاج إلى المساعدة". تركت زوجة القس مكانها وذهبت لتبحث عن مريم، فوجدتها تجلس مع رفيقتها بجوار مدخل الكنيسة. ثم علمت زوجة القس أنّ مريم كانت قد فقدت صديقتها المفضلة التي ماتت في ذلك اليوم عينه، ولهذا كانت مريم في غاية الحزن على فقدانها. وعندئذ ضمّت زوجة القس مريم بين ذراعيها وتحدّثت معها ولكنها لم تسمع أية إجابة من مريم، فما كان من زوجة  القس إلا أن فتحت حقيبتها وأخرجت ورقة وكتبت عليها "إنّ يسوع يحبّني وقد مات من أجلي، إذا أتيت إليه سوف يسامحني ولا يخرجني خارجاً". ثمّ وضعت الرسالة في حقيبة مريم.
 
بعد مرور سنة جاء القس وزوجته مرّة أخرى إلى المدينة وإذا بشابّة مبتسمة الوجه ترحّب بهما قائلة: "أنا مريم! هل تتذكري الرسالة التي وضعتيها في حقيبتي؟ كنت أقرأها كل يوم وكلماتها كانت الطريق الذي وصلني إلى المسيح. لقد قبلت المسيح كصديق لي وهو غيّر حياتي للأفضل".
 
السيد المسيح يريد أن يكون صديقك أنت.  فأقبل إليه كما أنت، وهو لن يُخرجك خارجاً أبداً. هو يحبك أكثر من أي شخص آخر.  
 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!