العشور لله

مَرِض والدي فجأة وكان بحاجة إلى عناية طبية فورية. كانت المستشفى الحكومية غير مُجهَّزة لاستقبال العديد من المرضى، ولم نتمكن من إدخال والدي إليها، هذا يعني أنه علينا أن نأخذه إلى مستشفى خاص، ومستشفيات كهذه بحاجة إلى مالٍ كثير!
 
عندما فحصت محفظتي، وجدت 100 دولار. وهذا كان كل ما في حوزتي. فجأة تذكـَّرت الظرف الذي كنت أحتفظ فيه بالمال الذي يتوجَّب عليَّ دفعه كعشور، وطبعاً هذا كان أكثر من المبلغ الذي في محفظتي. فهل أستخدم أموال العشور أم أعتمد على تدبير الله؟
 
 لقد تعلـَّمت مبدأ دفع العشور خلال السنوات الماضية من تعاليم الكتاب المقدس التي تقول: "وكل عشر الأرض من حبوب الأرض وأثمار الشجر فهو للرب" (سفر اللاويين 27: 30). بينما كنا نستعد للذهاب إلى المستشفى، ترددت كثيراً في قراري ولم أعرف ماذا أفعل؟ هل آخذ أموال العشور وأستخدمها أو أتدبَّر أمري بطريقة أخرى؟ أخيراً قرَّرت أن آخذ ظرف العشور معي إلى المستشفى في حال احتجت أكثر مما كان بحوزتي... لكنني في صميم قلبي صليت إلى الله طالباً منه الإرشاد والعون لأنني لم أشعر بأنني أفعل الشيء الصائب.
 
 اُدخل والدي فورًا إلى الطوارئ لتلقي العلاج، ثم أعطوني فاتورة الحساب. عندما رأيت مصاريف الطبابة، سَرَت قشعريرة في جسدي وتلعثمت بالكلام وأنا أحاول أن أستفسر من المحاسب تفاصيل الفاتورة! فنظر إليَّ وسألني: هل المصاريف كثيرة؟ أجبته وقلت: ليست كثيرة ولا قليلة - إنها جيدة. ثم أخذت المال من محفظتي وسددت حساب طبابة والدي. أشكر الله أن المال الذي كان بحوزتي كان كافيًا لسد مصاريف المستشفى.
 
 لقد باركني الله وسدد احتياجاتي واحتياجات عائلتي وتدَّخل بقدرته الإلهية بطريقة لم أفهمها إلى الآن! إذ ليس من المعقول أن تكون فاتورة حساب الطبابة في مستشفى خاص أقل من 100 دولار! أنا الآن مقتنع بأن الله قادر أن يوفر كل احتياجاتي بل وأكثر، كما أنني متأكـِّد أيضاً بأنه ما مِن مُبرِّر يدفعني لأن أتصرَّف بأموال العشور بأي شكل كان. إنَّ تدبير الله في هذه الحادثة كان أعظم إثبات على صدق تعليمه عن ضرورة دفع العشور والأمانة فيها. فشكرت الله على المعجزة التي صنعها معي وعلى المبدأ الذي أراد أن يثبَّته في قلبي ويعلـِّمني الالتزام به مهما كانت الظروف.
 
من سفر النبي ملاخي الأصحاح الثالث والآية العاشرة نقرأ هذا الأمر الذي أعطاه الله تعالى: "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجرّبوني بهذا قال رب الجنود إن كنتُ لا أفتح لكم كُوى السموات وأفيض عليكم بركةً حتى لا تـُوسَع". فلما لا تـُجرِّب من اليوم الالتزام بدفع العشور لترى بركات الله في حياتك؟
 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!