يُعتبر موضوع ممارسة العادة السرية من المواضيع المهمة في مجتمعاتنا دوناً عن غيرها لأنها من المجتمعات المحافظة والمتديّنة والتي تسعى إلى المحافظة على قيم أخلاقية عالية. من هذا المنطلق، تُعتبر ممارسة العادة السرية من الأمور المخجلة والمحرجة، حتى أنّ الحديث عنها ومناقشتها ليس بالأمر السهل، ومع الأسف، غالباً ما لا يُنظر إلى الموضوع نظرة علمية هدفها المعرفة والفهم لتفادي المشكلة وحماية الشباب والشابات منها. ولهذا السبب وغيره الكثير، ينتشر حول هذا الموضوع الكثير من الخرافات البعيدة عن الحقائق بداعي إبطال هذه العادة ومنعها بدلاً من إفهام العقول الأسباب الحقيقية التي تستوجب الامتناع عن ممارستها.
ومن هنا، تأتي أهمية الحديث عن الحقائق والخرافات المرتبطة بموضوع العادة السرية والتي سنتطرّق إلى بعضها ضمن هذه المقالة. فالهدف هو نشر الوعي والمعرفة وأيضاً الذوق السليم بين صفوف شبابنا وشابّاتنا لنفهم وليزداد إدراكنا ولنتعلم كيفية التعامل مع ما نعاني منه بصورة أفضل وأكثر فعالية، وذلك دون أن تستغلّنا بعض العقول لتخدعنا بخرافاتها وتضلّلنا عن الحقائق.
وإليك عزيزي القارئ بعض الخرافات والحقائق لتتفحّصها بنفسك:
عندما تشعر برغبة في ممارسة العادة السرية، اخرج من المنزل واركض قليلاً في الهواء الطلق أو أسرع بأخذ دوش بارد للتغلب على رغبتك.(حقيقة)
إذا أردت التوقف عن إدمانك للعادة السرية، عليك أن تفعل هذا لأسباب تتعلق بالصحّة، لأن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى الإصابة بـ: الجنون، انتفاخ العيون، التبول باستمرار، والعقم.(خرافة). إنّ علاقة العادة السرية بالصحة هو أنها عبارة عن عادة من العادات التي يمكن للإنسان أن يُدمن عليها ويصعب عليه التخلص منها، إلا أنّ تأثيراتها الجسدية على صحة الإنسان لا تشمل أبداً أياً من الأمراض أعلاه، بل تقتصر على: آلام لمس الأعضاء الجنسية، فض غشاء البكارة، وتحسس جلد الأعضاء الجنسية.
إنّ الإدمان على المواقع الجنسية يمكن أن يحوّل الإدمان من الصور والمشاهدة وحتى ممارسة العادة السرية إلى إدمان فعلي على ممارسة الجنس مع طرف آخر.(حقيقة). هذا ما تسعى إليه المواقع الجنسية، وهذا هو الهدف الفعلي من إنشائها.
إنّ تفكيرك المستمر بعدم موافقة بعض الأشخاص على ممارستك العادة السرية يعني بأنك قد تغلبت على رغبتك في ممارسة العادة السرية.(خرافة). إنّ تفكيرك المستمر بعدم موافقة البعض على ممارستك العادة السرية، هو دليل على أنك ما زلت تفكر في ممارسة العادة السرية طوال الوقت. نعم، هذا ما تؤكد عليه الأبحاث والدراسات العلمية، فتفكيرك هذا هو محاولة منك لإيجاد أعذار مناسبة لإرضاء غيرك أو لتغيير وجهة نظرهم حول ممارسة العادة السرية. فلا تُضيع وقتك بالتفكير بما يعتقده الآخرون، بدلاً من ذلك، اعترف بأنّ العادة السرية هي مشكلتك أنت، وأنك ستحاول السيطرة عليها والتخلص منها.
تجنّب الجلوس على السرير أثناء الدراسة، بل اجلس على كرسي أو في غرفة الطعام مع باقي أفراد العائلة، ومن الأفضل أن تمارس التمارين الرياضية مساء لأنّ هذا سيُتعب جسدك وسيُبعد عنك الرغبة بممارسة العادة السريّة قبل موعد النوم.(حقيقة)
أكثر من 75% من الناس مارسوا العادة السرية في فترة من فترات حياتهم.(حقيقة). قد تستغرب عندما تعرف بأنّ أغلب الناس قد مارسوا العادة السرية بالفعل. فالدراسات تشير إلى أنّ 95% من الرجال بالإضافة إلى 89% من النساء يُقرّون ويعترفون بأنّهم مارسوا في فترة ما من حياتهم العادة السرية. ربما ستقلّل هذه الحقيقة من استيائك من نفسك وستزيد من صبرك عليها، كما أنها حقيقة باعثة على الأمثل، فأنت لست الإنسان الوحيد في صراعك مع رغبتك وعادتك.
إنّ ممارسة العادة السرية يزيد من قدرة الرجل على ممارسة الرجل وإشباع الرغبة الجنسية.(خرافة). إنّ ممارسة العادة السرية يعمل عكس ذلك تماماً ــ للرجل وللمرأة، فممارسة العادة السرية يؤثر سلباً على الفعالية الجنسية للشخص الذي يمارس العادة. ولذلك من الأفضل أن تحفّز نفسك وتذكّرها بأنّ امتناعك عن ممارسة العادة السرية سيزيد من أدائك الجنسي لأنك إذا امتنعت عن ممارسة العادة السرية قبل ارتباطك، ستتمتع بطاقة أكثر وستزداد رغبتك الجنسية عندما تمارس الجنس مع شريك الحياة، كما أنك ستستمتع أكثر بممارسة الجنس لاحقاً إذا امتنعت وحفظت نفسك من ممارسة العادة السرية.
نمّي أفكاراً نقية في ذهنك من خلال قراءة كتب جيدة سواء أكانت كتباً روحية أو تربوية أو أخلاقية تهدف إلى سمو الخلق والذوق والروح.(حقيقة)
إنّ الاستياء وكره الذات بعد ممارسة العادة السرية هما من أهم المشاعر الضرورية للتغلب على هذه العادة السيئة.(خرافة). من الملاحظ بأنّ كل الدراسات العلمية تؤكّد على أهمية مقاومة الإنسان المدمن على العادة السرية مشاعره السلبية ــ خاصة كره الذات والامتعاض من النفس، لأنّ المشاعر السلبية تسلب الإنسان الكثير من الطاقة والرغبة في المقاومة. وينصح علماء النفس بضرورة مسامحة الذات للتمكن من البدء في مقاومة الإدمان من جديد واستغلال الوقت والمجهود والطاقة في مواجهة العادة بدلاً من الحزن والندم على ما مضى.
حاول أن تصوم عن الطعام والشراب لبضعة ساعات أثناء اليوم وخلال الأوقات التي تشعر خلالها برغبة في ممارسة العادة السرية، فالصيام عن الطعام أو الشراب يمكن أن يُبعد تفكيرك عن الرغبة الجنسية.(حقيقة)
إذا كنت تعتقد بأنك قادر على التغلب على إدمانك لممارسة العادة السرية، تأكد من أنك ستتمكن من تحقيق ذلك بإذن الله. فإذا آمنت بأنك تستطيع الانتصار، فمن غير المُستبعد أبداً أن تنتصر بالفعل وتتغلب على هذه العادة.(حقيقة)لا تفشل ولا تتراجع حتى لو كان هناك بعض الانتكاسات، فإذا عُدت لممارسة العادة السرية في يوم ما ولم تتمكن من مقاومة رغبتك، لا تستسلم للفشل وتأخذه ذريعة لتستمر بممارسة عادتك عدة مرات خلال نفس ذلك اليوم...! إذا تصرّفت بهذه الطريقة ستشبه في موقفك تصرّف شخص يتبع نظاماً غذائياً لتخفيف الوزن إلا أنه كسره حين أكل قطعة واحدة من قالب حلوى، فحزن على ما فعل وشعر بالفشل، فأكمل تناول باقي قالب الحلوى بأكمله...! لا تفشل ولا تستسلم. ثق بنفسك واطمح لما هو أفضل، وآمن بالله الذي لن يخذلك في مسعاك.
يمكنك النجاح في مقاومة إدمانك على ممارسة العادة السرية إذا ابتدأت نظام تغلبك عليها من خلال خطوات بسيطة وسهلة، كأن تحدّد لنفسك بأنك لن تمارس العادة السرية لمدة ثلاثة أيام متتالة، وبعدها تقرّر الامتناع عنها لمدّة أسبوع كامل، ثم عشرة أيّام متتالية، ثم أسبوعين، وهكذا...(حقيقة)
إذا اتبعت كل النصائح التي شاركناك بها، إلا أنك ما زلت تعاني من إدمانك على ممارسة العادة السرية، لا تُخبر أي شخص عن مشكلتك لأنّ الموضوع مُخجل ولا يجب مناقشته.(خرافة)إذا لم تنجح في السيطرة على ممارسة العادة السرية التي تسعى فعلاً إلى التخلص منها، فهذا يعني بأنّ الوقت قد حان لتُخبر شخصاً مختصّاً بمشكلتك. لا حاجة لأن تشعر بالخجل، فطلب المساعدة هو خطوة شجاعة من طرفك، وتذكّر بأنّ هناك الكثير من الحالات المشابهة لك، والشخص المتخصّص الذي ستطلب منه مساعدتك لتتغلب على إدمانك سيشاركك برأينا هذا، فلا تستهن بإدمانك ولا تظلم نفسك ولا شريك حياتك. اطلب المساعدة من شخص مختصّ ولا تستسلم لإدمانك، بل اسع لتحيا حياة حرّة سليمة.
نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!