سلامي أعطيكم

"سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا" (يوحنا 14: 27)

 

في كل مكان في العالم نسمع بأخبار القتل والعنف وسفك الدماء. ولقد أصبحت كلمة "السلام" كلمة يبحث عنها العالم بأسره. فأينما ذهبنا بعيوننا وآذاننا في أرجاء المعمورة لا نسمع ولا نرى سوى الحروب والدمار وفقدان الأمل والحيرة والارتباك. ونسمع كثيرا بأنّ رؤساء العالم يبحثون عن السلام، لكن يكون هذا السلام هو هدنة مؤقتة لإعادة التسليح وشن الحرب من جديد.


ولكننا في طيات الكتاب المقدس نسمع هذه الكلمات المباركة: "وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 7:4). إنّه ليس مجرّد سلام بل "سلام الله". فنحن كثيراً ما ننزعج عندما تسير الأمور بطريقة خاطئة، ولكن ليتنا ندرك شيئاً مهمّاً، وهو أنّ الله قد اختار هذا العالم ليكون ميداناً لتنفيذ خطته، ومحوراً لما عزم أن يفعله.


نعم...إنّ السلام الذي يهبه العالم هو سلام الهروب من المتاعب وتجنّب الضيقات، سلام عدم مواجهة العواصف والاختباء منها. لكنّ السلام الذي يقدّمه لنا الله هو سلام الانتصار، السلام الذي لا تنتزعه أيّة هموم أو متاعب. السلام الذي لا يوهنه الحزن والضيق والألم، السلام العميق المستقلّ عن كل الظروف الخارجية.


ولهذا فالرسول بولس يكتب قائلاً: "وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 7:4). فكأن الرسول بولس يقول بأن سلام الله يجب أن يكون حارساً للقلب. وماذا يعني هذا؟ فهو يقول بأن نفس السلام والسكينة التي يعيش بها الله، نفس السلام الذي يحفظ الله، يحفظك ويحفظني. في الحقيقة إنّها عبارة في غاية الأهمية والغرابة، ولكن كيف تحصل على هذا السلام الكبير والغالي؟ فيجيب الرسول قائلاً: "في المسيح يسوع" نعم...إنّ السيد المسيح هو مانح السلام الأوحد. فقد جاء إلى عالمنا المضطرب حاملاً سلامه العجيب لكل قلب، فهو يقول: "لا تضطرب قلوبكم..." لا بل إنّه يقول: "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم".

 

هذا السلام ما زال موجودا هنا لأنّ السيد المسيح ما زال موجودا هنا. فلماذا لا تسلّمه حياتك وتحصل على هذا السلام لقلبك وروحك وعقلك وعائلتك ومجتمعك، هذا السلام الذي يغمر الحياة.

 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!