تكيُّس المبايض

 


إنَّ تكيس المبايض هو نوع من أورام المبيض الحميدة (غير السَّرطانية) الشائِعة الحدوث عند النساء في سن ٢٠ـ٣٥، أي في مرحلة الخصوبة والإنجاب. يمكن أن يحدث تكيُّس المبايض في مبيض واحد أو في المبيضَين معًا، كما أنَّ غالبية هذه الأورام تكون على شكل أكياس تختلف في أحجامها وأشكالها، إلا أنها تحتوي على سائل في داخلها


لا توجد أعراض مميَّزة للإصابة بتكيُّس المبايض، ولكن يمكن للطبيب تحديد الإصابة بها من خلال الفحص السريري، أو التصوير الصوتي (الألتراساوند) أو المنظار الخاص بالفحص النسائي. ولكن قبل أن يَشُك الطبيب باحتمالية إصابة المرأة بتكيُّس المبايض، يجب أن يبحث في بعض الأعراض التي قد تُعاني منها المرأة المُصابَة، مثل: عَدَم انتظام الدورة الشهرية، طول فترات الحيض،  غزارة أو ضعف الدَّورة وشدَّتها، تباعد دورات الحيض عن بعضها أكثر مِن ٣٥ يومًا، حدوث الإباضة (الدورة) ٨ مرات فقط أو أقل خلال سنة واحدة، زيادة نمو الشعر في الجسم، ظهور حب الشباب، فُقدان الشعر في الرأس أو الصَّلع، السمنة، وغيرها مِن العلامات التي قد تبدو عادية وشائعة، كل هذه وأكثر أو أقل يُمكن أن تظهر على المرأة التي تُعاني مِن تكيُّس في المبايض.



ما هي التعقيدات الناتجة عن الإصابة بتكيُّس المبايض؟


إن الإصابة بتكيس المبايض قد يزيد مِن تعقيد بعض الحالات الصحية وقد يزيد أيضًا من احتمال الإصابة ببعض الأمراض التالية ـ خاصة إذا كان التكيُّس مصحوبًا بالسمنة، مثل:
فقدان الخصوبة.
مرض السكري ـ النوع الثاني.
سُكَّر الحمل ـ أثناء فترة الحمل.
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع الكولوسترول الرديء في الجسم.
متلازمة الأيض.
التهاب الكبد بسبب تراكم الدهون فيه.
نزيف غير طبيعي في الرحم.
سرطان بطانة الرحم.
الأرق ومشاكل في النوم.
الكآبة والقلق.



أسباب الإصابة بتكيُّس المبايض


  • زيادة نسبة الأنسولين. إنَّ هرمون الأنسولين يسمح لخلايا الجسم باستخدام السكر كمصدر رئيسي لطاقة الجسم. فإذا كان جسمك يُعاني مِن مُقاومة الأنسولين، ستضعف قدرته على استخدام الأنسولين بصورة فعالة، ويضطر البنكرياس لإنتاج كمية أكبر منه لتوفير الطاقة للجسم. إنَّ زيادة نسبة الأنسولين هذه يُمْكِن أن تؤثر على سلامة المبيضين لأنها ستعمل على زيادة إنتاج هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة) ـ الذي سيتضارب ويتعارض مع قُدرة المبايض على الإباضة.



  • الإصابة بالتهابات بسيطة. أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة بأنَّ النساء المُصابات بتكيُّس المبايض يُعانين مِن التهابات بسيطة، وهذا النوع مِن الالتهابات، مع الأسف، يُحفِّز المبايض المتكيِّسة على إنتاج المزيد مِن هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة).



  • عوامل وراثية. إنَّ زيادة احتمالية إصابتك بتكيُّس المبايض تزداد مع حقيقة إصابة والدتك أو إحدى أخواتك أو النساء ضمن عائلتك بتكيُّس المبايض.



هل هناك حلول وعلاجات؟


جميعنا تربَّى على المثل الذي يقول: إذا عُرِفَ الدَّاء، سَهُلَ الدَّواء. وهذا ما نحاول أن نشجِّعك على معرفته والتَّوصُّل إليه عزيزتنا القارئة. فالسعي نحو معرفة السبب الذي يحول دون حَبَلَك أو مُعاناتك مِن آلام وتغييرات في الدورة الشهرية، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في دمك، أو ظهور الشعر بكثافة في أماكن غير مرغوبة في جسمك هو بداية الطريق لإيجاد الحلول والعلاجات التي ستسعين أنتِ لتحقيقها مع طبيبك بإذن الله. فتشخيص حالتك المرضية، ثم مُناقشة مخاوفك الفردية التي تزعجك وتُعكِّر صفو حياتك مع طبيبك، هي التي ستُحدِّد خطة العلاج وطريقه.



ما هو المُتوقَّع في طرق العلاج؟


  • عقاقير. قد يصف لك الطبيب حبوب منع الحمل أو حلقة المهبل لأنهما يُقلِّلان مِن هرمون الذكورة (الأندروجين) وهرمون الأنوثة أيضًا (الأستروجين)، وبذلك تقلل احتمالية الإصابة بسرطان الرحم والنزيف غير الطبيعي.



  • المحافظة على الوزن. إنَّ زيادة الوزن تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين. أما نقصان الوزن، فهو يُقلِّل من نسبة الأنسولين وأيضًا من نسبة هرمون الرجولة، ويُمكِن أن يعيد قُدرة المبايض على الإباضة. لا يوجد هنالك نظام غذائي مُحدَّد لتقليل الوزن، لكن تقليل السعرات الحرارية المستهلة أثناء اليوم هو الإسلوب الأكثر كفاءة. وإذا لم تتمكني من مُراقبة نفسك، حاولي الاستعانة بأخصائية أغذية للوصول إلى هدفك المطلوب ولتعتادي على جدول غذائي صحي ومناسب لك.



  • تقليل الدهون المشبعة والكربوهيدات البسيطة. تناولي الدهون السائلة بدلاً من الدهون الجامدة والسَّمنة والزبدة. وقللي من استهلاك الكربوهيدات البسيطة مثل الحلويات والمعجنات والخبز الأبيض لأنها سترفع مستويات الأنسولين في الجسم. اختاري تناول الكربوهيدات المعقدة بدلاً من الكربوهيدات البسيطة، لأنها تحتوي على نسبة أعلى من الألياف. وكلما زادت نسبة الألياف، قلَّت سرعة الهضم وقلَّت سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم. فلا تهملي تناول الحنطة الكاملة، الحبوب الكاملة، البرغل، الرز الأسمر غير المقشور، والبقول. حددَّي من استهلاكِك لمشروبات الصودا، العصائر،، الكريمة، والبسكويتات.



  • النشاط والحركة. إنَّ ممارسة التمارين الرياضية تُقلِّل مِن نسبة السكر في الدم. إذا كنت مصابة بتكيس المبايض، زيدي من نشاطاتك اليومية وشاركي بتمارين رياضية منتظمة لأنَّ الرياضة تُعالج بل تقي مِن الإصابة بمقاومة الجسم للأنسولين، كما أنَّها تساعد في المحافظة على الوزن.



  • تدخُّل جراحي. إذا تبيَّن أن الكيس المبيضي كبير الحجم وقد يشكل خطرًا على صحة المريضة، يُستأصل جراحيًا. أما إذا كانت أكياس المبيض صغيرة ولكن لها علاقة مباشرة بنشاط المبيض وإرفرازاته الهرمونية، يمكن استئصالها بواسطة المنظار وهي عملية شائعة جدًا الآن. 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!