ترايغليسيرايد

الترايغليسيريد أو الدهون الثلاثية
 
 
أشارت بعض الدراسات الصحية إلى أن تقليل استهلاك الفركتوز أو سُكَّر الفواكه وحصر كميته ما بين ٥٠ - ١٠٠ غرام فقط يومياً سيُقلِّل مِن نسبة الترايغليسيريد في الدم. كما شجَّعت الدراسة على تناول الموز، والخوخ (البرقوق)، والجريب فروت لخفض نسبة الترايغليسيريد، بينما حذرت من استهلاك الفواكه المُجفَّفة. ولكن، لما كل هذا الاهتمام بالترايغليسيريد وما هي أهميته ومخاطره على جسم الإنسان؟
 
 
لماذا مِن المُهم مراقبة مُستوى الترايغليسيريد في الدم؟


          إن نسبة الترايغليسيريد هو مُؤشِّر مُهم على صِحَّة القلب، فارتفاع نسبته يزيد مِن مخاطر الإصابة بأمراض القلب. فإذا كُنتَ تعتقد بأنَّ ضغط الدم والكوليسترول هما فقط ما يهُمَّان للمحافظة على صحة قلبك، ابدأ من اليوم بمُراقبة نسبة الترايغليسيريد والاهتمام بمستواه في دمك.
 
 
ما هو الترايغليسيريد؟


          إن الترايغليسيريد أو ما يُعرَف بالدهون الثلاثية، هو الشكل الرئيسي للدهون الموجودة في الجسم. فعندما تُفكِّر بتراكم الدهون في منطقة البطن أو الخصر أو الأرداف، فأنت تُفكِّر بالترايغليسيريد. عندما نتناول الطعام، يقوم الجسم بتحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى ترايغليسيريد يتم خزنه في الخلايا. وعندما يحتاج الجسم إلى طاقة إضافية، تقوم بعض الهرمونات بتحرير كمية من الترايغليسيريد المخزون إلى الدم ليتم حرقها. فإذا كُنتَ تتناول كميات زائدة مِن السعرات الحرارية ولا تقوم بحرقها يومياً، فمن الممكن جداً أن تكون مُصاباً بارتفاع نسبة الترايغليسيريد في الدم.
 
 
كيف يتم قياس نسبة الترايغليسيريد؟


          يُقاس الترايغليسيريد مِن خلال استخدام فحص شائع يُطلَق عليه اسم “لوحة الدهون”، وهو نفس فحص الدم الذي يقيس نسبة الكوليسترول الجيد والرَّديء في الدم. وتقترح المؤسسة الأمريكية للقلب بأنَّ على كل شخص يتجاوز الـ ٢٠ عاماً أن يقوم بإجراء فحص “لوحة الدهون” مرة واحدة على الأقل خلال كل خمس سنين. وللحصول على نسبة دقيقة لمستوى الترايغليسيريد في الجسم، يتم إجراء هذا الفحص في الصباح وبعد مرور ٩-١٢ ساعة على آخر وجبة تناولها المريض.
 
 
ما هي النسب العادية، والحياديَّة، والمرتفعة للترايغليسيريد؟


المثالية: ١٠٠ مليغرام لكل ديسيليتر، أي ما يُعادل ١.١ لتر/مليمولز.
العادية: أقل من ١٥٠ مليغرام لكل ديسيليتر، أو أقل من ١.٧ لتر/مليمولز.
الحياديَّة: ما بين ١٥٠ - ١٩٩ مليغرام لكل ديسيليتر، أو ما بين ١.٨ - ٢.٢ لتر/مليمولز.
المرتفعة: ما بين ٢٠٠ - ٤٩٩ مليغرام لكل ديسيليتر، أو ما بين ٢.٣ - ٥.٦ لتر/مليمولز.
المرتفعة جداً: أكثر من ٥٠٠ مليغرام لكل ديسيليتر، أو أكثر من ٥.٧ لتر/مليمولز.
 
 
ما هو الفرق بين الترايغليسيريد والكوليسترول؟


          إن الترايغليسيريد والكوليسترول هما نوعان مختلفان مِن الدهون الموجودة في الدم. يقوم الترايغليسيريد بخزن السعرات الحرارية الزائدة وغير المُستخدمة، كما أنه يُجهِّز الجسم بالطاقة عند الحاجة؛ بينما يُستَخدَم الكوليسترول لبناء الخلايا وتكوين بعض الهرمونات. ومن المهم جداً أن تعرف بأنَّ الترايغليسيريد والكوليسترول هما من الدهون التي لا تذوب في الدم.
 
 
لماذا علينا الاهتمام بنسبة الترايغليسيريد في أجسامنا؟


          من المُلاحظ بأن ارتفاع نسبة الترايغليسيريد في الدم غالباً ما يكون مؤشراً للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو “مُتلازمة الأيض” التي هي عبارة عن المُعاناة من اثنين أو أكثر من الحالات التالية: تراكم الدهون حول منطقة الخصر، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الترايغليسيريد في الدم، ارتفاع السكر في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول الرديء.
          في بعض الأحيان، يكون ارتفاع نسبة الترايغليسيريد مؤشراً للإصابة بأمراض أخرى مثل: مرض السكري النوع ٢، أو قصور الغدة الدرقية، أو أمراض الكبد، أو أمراض الكلى، أو بعض الحالات النادرة المتعلقة بالجينات، أو يمكن أن يكون ناتجاً عن تناول بعض العقاقير مثل: حبوب منع الحمل، مدررات البول، منشطات، أو عقاقير لمعالجة سرطان الثدي.
 
 
ما هي أفضل طريقة لخفض الترايغليسيريد؟


          بالرغم من اختلاف الأخصائيين حول مدى تأثير الترايغليسيريد على صحة الإنسان العامة، إلا أنَّهم يُجمِعون بأنَّ الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يُمكن أن يُقلِّلا مِن نسبة الترايغليسيريد، والكوليسترول الرديء، ومخاطر الإصابة بأمراض القلب. فالمحافظة على نمط حياة صحي هي المفتاح بل العلاج.
 
وإليك بعض الخطوات العملية والبسيطة لخفض نسبة الترايغليسيريد:
•       تقليل الوزن. هل تعلم بأنَّ فُقدانك لـ٣ أو ٥ كيلو غرامات من وزنك سيُقلِّل نسبة الترايغليسيريد في دمك؟ حفِّز نفسك لتقليل الوزن مِن خلال تركيزك على الفوائد، مثلاً: التمتع بطاقة ونشاط أكبر، صحة أفضل، رشاقة وجمال. قلل ٥٪ - ١٠٪ مِن وزنك وحاول الوصول إلى وزنك المثالي، أو على الأقل قلل من الدهون المتراكمة في منطقة البطن والخصر إذ تُشير الفحوصات إلى أن الدهون في هاتين المنطقتين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع نسبة الترايغليسيريد في الدم.
•       تقليل استهلاك السعرات الحرارية. تذكَّر بأنَّ السعرات الحرارية الزائدة هي التي تتحوَّل إلى ترايغليسيريد وتُخزَن كدهون.
•       تجنَّب السكريات والأطعمة المُكرَّرة. إن الكربوهيدات البسيطة، مثل: السكر والأطعمة المُصنَّعة مِن الدقيق (الطحين) الأبيض، تزيد نسبة الترايغليسيريد.
•       التقليل مِن استهلاك الكوليسترول. تجنَّب اللحوم الحمراء والحاوية على دهون وشحوم، وقلِّل من استهلاك منتجات الألبان كاملة الدَّسم.
•       تناول الدهون الجيدة. أبدِل الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان بدهون غير مُشبعة (سائلة ومُستخرجة من النباتات) مثل: زيت الزيتون، زيت الفول السوداني، زيت الذرة، زيت عبَّاد الشمس. وتناول الأسماك مثل: السردين، والتونا، والسلمون بدلاً من اللحوم الحمراء لأن الأسماك غنية بالأوميجا ٣.
•       الامتناع عن تنال الدهون المتحوِّلة. توجد هذه الدهون في بعض الأطعمة المقلية، المعجنات، البسكويت، الحلويات. من الأفضل أن تقرأ مكوِّنات المنتجات قبل شرائها لمعرفة احتوائها على هذا النوع من الدهون أو لا. ويمكنك تحديد هذا النوع من الدهون إذا احتوت المكونات على دهون مُهَدرجة أو شبه مُهدرجة أو متحوِّلة.
•       الامتناع عن تناول الكحول. تحتوي الكحول على سعرات حرارية كثيرة بالإضافة إلى سكريات، هذا بالإضافة إلى أن استخدام أية كمية منها - حتى لو كانت قليلة، تؤدي إلى ارتفاع نسبة الترايغليسريد في الدم. لذلك من الأفضل الامتناع كلياً عنها.
•       ممارسة الرياضة بانتظام. اسع نحو ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني لمدة ٣٠ دقيقة على الأقل يومياً ولـ ٥ أيام خلال الأسبوع، فالتمارين المنتظمة يمكن أن ترفع نسبة الكوليسترول الجيد، وتقلل في نفس الوقت نسبة الكوليسترول الرديء والترايغليسيريد. امشِ، سِر بسرعة، اسبح، أو انضم إلى نادٍ رياضي. إذا لم يكن لديك وقتاً كافياً لتتمرن لمدة ٣٠ دقيقة متواصلة، حاول أن تتمرن ١٠ دقائق فقط عدة مرات في اليوم.
 
 
   هل هناك عقاقير لخفض الترايغليسيريد؟          

                   
          من الجدير بالذكر بأنَّ المؤسسات الطبية حول العالم لا تنصح باستخدام العقاقير لخفض نسبة الترايغليسيريد في الجسم. بدلاً من ذلك، فالأخصائيون يُشجِّعون المُصابين على إجراء تغييرات في نمط الحياة - كما ذكرنا سابقاً، لأن الترايغليسيريد يتجاوب بصورة إيجابية مع إسلوب الحياة ونمط المعيشة الذي يتبعه المُصاب. ولكن، إذا لم يتمكن المُصاب من الوصول إلى النتائج المطلوبة لخفض نسبة الترايغليسيريد في الدم، من الممكن أن يقترح الطبيب بعض العقاقير المناسبة له.
 
 
          في الختام قارئناالكريم، عندما تنظر إلى قائمة التحاليل التي أجريتها قبل فترة أو التي تفكِّر القيام بها في المستقبل القريب، تأكد مِن قراءة نسبة الترايغليسيريد على قائمتك، فهذه القراءة هي مؤشر إضافي سيفيدك لتتعرف على صحة جسدك بصورة أفضل. وإذا لاحظت ارتفاع نسبة الترايغليسيريد لديك، لا تتوانى عن اتخاذ الخطوات العملية التي شاركناك بها لتخفيض نسبته في دمك، والذي بدوره سيُحسِّن صحتك العامة، ولياقتك، ومستوى الكوليسترول الجيد، كما أنه سيُقلل مِن مخاطر إصابتك بأمراض القلب بإذن الله.

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!