الجلطة أو السَّكتة الدَّماغية

الجلطة أو السَّكتة الدماغية هي تلف جزء من الدماغ نتيجة خلل حاصل في وصول الدم إليه إما نتيجة إنسداد الأوعية الدموية أو انفجارها. وهذا بدوره يؤدي إلى تدهور الوظائف البدنية أو العقلية الخاضعة لتحكـُّم المنطقة المُصابة من الدماغ.
 
 يحدث الإنسداد الدماغي نتيجة وجود عائق، وذلك العائق إما أن يكون قطعة من جدار شريان أو جلطة (خثرة) دموية صغيرة ناتجة من شريان تالف أو اعتلال في القلب. تبقى هذه الجلطة في مجرى الدم إلى أن تعلق أو تنحشر في أحد الشرايين التي تزوِّد الدماغ بالدم. أو قد تنفجر إحدى الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي مسبباً ضرراً كبيراً.
 
 تحدث معظم حالات السكتات الدماغية بين الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو تصلـُّب الشرايين أو بين الذين يُعانون من ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، أو الذين أصيبت عائلاتهم بالسكتات الدماغية أو الذين يُدخِّنون بكثرة.
 
 إن أعراض هذا المرض الخطير عديدة وخطيرة. فقد يلاحظ المريض وبصورة مفاجئة فقدان القدرة على النطق أو على تحريك بعض الأجزاء من جسمه. أو قد يشعر بثقل ذراعه أو ساقه أو قد يعجز عن الحركة. أحياناً قد تبدأ السكتة الدماغية بفقدان مفاجيء للوعي. أما الأعراض الكثيرة الأخرى، فقد تشمل التنمُّل (التنميل)، الضعف أو الوهن، الرؤية المزدوجة، الارتباك، الدوار. كما قد تتوقف وظائف جانب واحد من الجسم عن العمل.
 
تشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل ثلاث سكتات أو جلطات دماغية تؤدي إلى الموت. أما الثانية فتؤدي إلى الإصابة بعطل أو عجز دائم، بينما الثالثة لا تسبب تأثيرات طويلة الأمد. ولكن ما الذي يجب عمله عند ملاحظة أعراض الإصابة بهذا المرض الخطير؟
 
إذا ظهرت أعراض الجلطة الدماغية على المريض، لا بد أن يحصل هذا الشخص على عناية طبية فورية وذلك من أجل معالجة الجلطة قبل تفاقمها والعمل على تقليل حدَّتها وخطورتها قدر الإمكان وقبل فوات الأوان. وإذا فقد الشخص وعيه أثناء فترة انتظار المساعدة الطبية، قم بإجراء الإسعافات الأولية إلى حين وصول المساعدة.
 
أغلب الناس لا يفضلون اللجوء إلى الوسائل الطبية والأدوية بل يتخوَّفون من ذلك. ولكن بعد إجراء العديد من الدراسات العلمية، ثبت أن استخدام الأدوية التي تساعد على خفض ضغط الدم تساعد على تقليل احتمالية حدوث الجلطة الدماغية بنسبة 22%. وبالرغم من هذه المعلومة، تبقى حقيقة أن اتباع نمط حياة صحي يقلل كثيراً من احتمالية الإصابة بهذا المرض، بينما اتباع نمط حياة غير صحي يُضاعف إحتمالية الإصابة بهذا المرض الخطير.
 
كيف يمكنك وقاية نفسك من الإصابة بالسكتة الدماغية؟
 
صحيح بأنك لن تستطيع أن تفعل شيئاً بعد إصابتك بالسكتة الدماغية، إلا أنه بإمكانك عمل الكثير قبل ذلك لوقاية نفسك من الإصابة بها أو حتى مُعاودة الإصابة بها.
 
1.    افحص ضغط دمك بانتظام، فإذا كان مرتفعاً، واظب على تناول الأدوية التي يصفها لك الطبيب.
2.    وقـَّف عن التدخين.
3.    قلل من تناول الدهون.
4.    مارس التمارين الرياضية بانتظام.
5.    تناول الكثير من الفواكه والخضروات بصفة يومية.
6.    امتنع عن شرب الكحول.
 
إن الفحص الطبي المنتظم من الأمور الهامة التي ينبغي اتباعها للكشف المبكر عن أية جلطات مُحتملة. ويجدر بنا الإشارة إلى إن الوقاية هي المفتاح، لكن الإشراف الطبي يساعد على اكتشاف مشكلات طبية بحاجة إلى مراقبة وعلاج. يمكن تجنب الإصابة بالجلطات الدماغية عن طريق الاكتشاف المبكر لمؤشرات هذا المرض وأعراضه واتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج. واعلم عزيزي بأن احتمال الشفاء من السكتة الدماغية يزداد بإذن الله عند الأشخاص الذين يُصمِّمون تصميماً حازماً على استعادة صحتهم.
 

نحبّ أن نسمع منك، فأسئلتك وتعليقاتك هي دائماً موضوع اهتمامنا!